شجرة الرمان.. أرمينيا بعيون مصرية

يستضيف جاليري أكسس "Gallery access" معرض شجرة الرمان للفنان شنودة عصمت في الفترة من السابع من سبتمبر وحتى نهاية الشهر يوميا من السبت للأربعاء من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى التاسعة مساء.
يعتبر شجرة الرمان واحد من المعارض المهمة التي عبرت عن الوجود المصري الأرمني وربطت بين تاريخ البلدين الذي يتشابه في الكثير من العناصر، بداية من الرمان الذي استخدمه المصريين القدماء في أشعارهم للتعبير عن الحب بينما استخدمه الأرمن القدماء كرمز للخصوبة واعتبروه رمز قومي للهوية الأرمنية.
كذلك استخدام الفنان للخامات المحلية التي تعبر عن الهوية المصرية مثل ورق البردي وباليتة الالوان المصرية خاصة اللون الأزرق النيلي المصري إلى جانب باليتة الالوان الأرمنية المتمثلة في اللون الأحمر " لون الرمان"، ساهم في خلق تجانس وحالة من الراحة والمتعة البصرية، بجانب دمج الرموز الأرمنية ورسوم مريم اسلمزيان على أفراس النهر، التي ترمز للخصوبة في مصر القديمة.
المواد المستخدمة هي خامات قابلة لإعادة التدوير مثل اوراق البردي وقماش الكانڤا والورق المصنوع من عجينة الورق، والورق المطبوع والبراويز الخشبية وغيرها.

شجرة الرمان

من اللوحات المهمة المعروضة لوحتي شجرة الرمان ١ و٢، اللتان يظهر فيهما خيال الفنان عبر إظهار ما يبدو كرسم للأقنعة الموجودة على التوابيت المصرية القديمة، إذ يظهر وجه سيدتين ملامحها مصرية خالصة يرتدين غطاء رأس ملون بالألوان التي اشتهرت بها معابد مصر القديمة بجانب سيدتين ذوي ملامح أرمنية يرتدين التاراز الملون باللون الأصفر "لون المشمش" ثمرة الفاكهة التي تشتهر بها أرمينيا.
كما تزين الكتابات اللوحات ويظهر هذا جليا في لوحة شجرة الرمان ٢ والتي يظهر فيها نص من شعر الحب في مصر القديمة - بردية تورين "أنا أجمل شجر البستان. أعيش في كل الفصول".

الجدات الأرمنيات

يمثل الأجداد عمود الخيمة ومصدر الأمان بالنسبة للعائلة، وخاصة الجدات وهو ما ألهم الفنان لرسم ثلاثية مختلفة تمثل الجدات الأرمنيات بملامحهن المميزة يرتدين التاراز وهو الزي التقليدي الأرمني، مع مزيج من الرموز التي تمثل روح الهوية الأرمنية.

فتاة الرمان

يظهر في اللوحة فتاة ترتدي ملابس شفافة دليل على الطهارة والنقاء وهي تحمل بيديها المعكوستين في وضع اللانهائية ثمرة رمان ترمز للخصوبة في إشارة على التجدد والاستمرار، محاطة بالأزهار ويظهر خلفها تكوين من حجر التوف، وهو حجر استخدمه الأرمن في بناء كنائسهم ومنازلهم، ويعد رمز هام من رموز الهوية الأرمنية ودليل على البقاء والتمسك بالأرض.

لوحات المشاهير الأرمن

تبدو البورتريهات واقعية جدا وتكاد تنبض بالحياة، خاصة المرسومة لشخصيات بارزة مثل مريم اسلمزيان وجوميداس (سوغمون سوغمونيان) وهاروت بامبوكجيان وبيتروس مالايان وسوس سارجسيان وسيرجي بأراجانوف صانع فيلم الوان الرمان.

لوحة بردية الرمان

ربط الفنان بين الرمان رمز الحياة والأبدية عند الأرمن بمعتقدات المصري القديم عبر استخدام ورق البردي الذي كان يكتب عليه النصوص المقدسة، ومنها النص المأخوذ من كتاب الموتى، والذي يشير لبعث الميت من مرقده وانتقاله لحياة ثانية بعد الحساب.

السجاد الأرمني

لطالما اهتم الأرمن بصناعة السجاد وإبراز هويتهم وتاريخهم من خلال النقوش والأشكال البديعة مثل الصلبان والأشكال الهندسية المميزة خاصة في آرتساخ وغيرها من مناطق أرمينيا، وهو ما يظهر بوضوح في لوحات الفنان إذ استلهم من هذه الرموز في رسم لوحاته على ورق البردي الذي استخدمه المصري القديم كوسيلة لتدوين تاريخه وعلومه، وهو ما يعد دلالة على الربط بين الحضارتين وتأكيد على أصالة هوية كلا منهما.

لوحات الطبيعة في أرمينيا
ينقلنا الفنان لأرمينيا وجولة في أحضان الطبيعة في رحلة ممتعة عبر رباعيته، إذ يظهر فيها جبل أرارات والسهول الأرمينية ذات اللون الأخضر المبهج، مع تفاصيل لا تخطئها العين تجعل من يشاهدها يشعر كما لو أنه يطأ بقدميه على العشب ويتنفس الهواء المنعش.